بعد إنجازه التاريخي في مونديال قطر 2022، يواجه المنتخب المغربي تحديًا جديدًا للحفاظ على مكانته العالمية والاستعداد لمونديال 2026 في أمريكا وكندا والمكسيك.
من الصعب أن يمرّ الحديث عن كرة القدم العالمية دون الإشارة إلى إنجاز المنتخب المغربي في كأس العالم قطر 2022،
حين أصبح أول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى نصف نهائي المونديال،
في رحلة مليئة بالروح والعزيمة والاحترافية بقيادة المدرب وليد الركراكي.
لكن، بعد تلك البطولة التاريخية، يبرز السؤال الكبير: هل سيستطيع “أسود الأطلس” الحفاظ على هذا المستوى حتى مونديال 2026؟
🏋️♂️ التحدي الأكبر.. الاستمرارية
النجاح في كرة القدم لا يُقاس فقط بالإنجازات، بل بالقدرة على تكرارها.
المنتخب المغربي يملك جيلاً موهوبًا من اللاعبين الذين يجمعون بين المهارة والانضباط،
أمثال حكيم زياش، أشرف حكيمي، سفيان أمرابط، بونو، ونايف أكرد،
لكن التحدي اليوم هو المحافظة على نفس الحماس والروح القتالية التي ميّزت الفريق في قطر.
الركراكي نفسه يدرك أن المهمة المقبلة أصعب، لأن الجميع أصبح يدرس المغرب جيدًا بعد أن كان مفاجأة البطولة.
⚽️ التحضير لمونديال 2026
كأس العالم القادمة ستُقام بمشاركة موسعة تضم 48 منتخبًا،
ما يعني أن المنافسة ستكون مختلفة تمامًا.
المغرب مطالب بتجديد الدماء دون المساس بالانسجام الحالي.
هناك مواهب جديدة تطرق الأبواب مثل عبد الصمد الزلزولي وإلياس بن الصغير وبلال الخنوس،
وهم يمثلون مستقبل الكرة المغربية الذي يجب صقله بعناية.
كما أن المشاركة في كأس أمم إفريقيا 2025 المقررة بالمغرب،
ستكون فرصة مثالية لاختبار جاهزية المنتخب واستعادة اللقب الغائب منذ عام 1976.
نجاح “الأسود” في البطولة القارية المقبلة سيكون مؤشراً حقيقياً على مدى قدرتهم على مواصلة المسيرة العالمية.
🧠 البنية الذهنية والإدارية
من أبرز عوامل نجاح المنتخب المغربي في مونديال قطر كانت العقلية الاحترافية والانضباط التكتيكي.
الاتحاد المغربي لكرة القدم برئاسة فوزي لقجع قدّم نموذجاً في التخطيط طويل الأمد،
من خلال تطوير البنية التحتية وإنشاء مراكز تكوين بمواصفات عالمية مثل مركز محمد السادس بالمعمورة.
هذا المشروع جعل من المغرب نموذجاً يحتذى به في إفريقيا.
🌍 طموح بلا حدود
المنتخب المغربي اليوم لا يبحث عن إثبات الذات، بل عن الاستمرارية في القمة.
ما تحقق في قطر كان البداية فقط، والحلم مستمر نحو 2026،
حيث يطمح “الأسود” لتكرار الإنجاز وربما تجاوزه،
في رحلة تجمع بين الموهبة، التخطيط، والإيمان بأن المستحيل ليس مغربياً
