عودة برشلونة إلى القمة.. كيف غيّر تشافي عقلية الفريق

 


برشلونة يستعيد بريقه بقيادة تشافي هيرنانديز الذي أعاد الروح والعقلية الانتصارية للفريق بعد سنوات من التراجع. تعرف على مفاتيح الثورة التكتيكية في الكامب نو.


بعد سنوات من المعاناة والتراجع، بدأ برشلونة يستعيد ملامح الفريق الذي عشقته الجماهير حول العالم.

منذ تولي تشافي هيرنانديز قيادة الجهاز الفني، تغيّر كل شيء تقريبًا داخل النادي الكتالوني،

ليس فقط في النتائج أو الأسلوب، بل في العقلية التي كانت مفقودة منذ رحيل الأسطورة ليونيل ميسي.


⚙️ البداية الصعبة والرهان الخطير


حين عاد تشافي إلى بيته في نوفمبر 2021، كانت الظروف صعبة للغاية:

أزمة مالية خانقة، معنويات منخفضة، وفريق فقد هويته الهجومية المعهودة.

لكن المدرب الشاب قرر أن يبدأ من الأساس، بإعادة زرع روح “البارسا” في قلوب اللاعبين الجدد.

قال في أول مؤتمر صحفي له: “لن أعدكم بالبطولات، لكنني أعدكم بأن يعود برشلونة ليُخيف خصومه من جديد.”

وبالفعل، لم يمر وقت طويل حتى بدأت ملامح التغيير تظهر بوضوح.


💡 التحول التكتيكي


تشافي أعاد الهوية التاريخية لبرشلونة المعتمدة على السيطرة بالكرة،

لكن بأسلوب أكثر واقعية من السابق.

فبدلاً من الاعتماد الكلي على التمريرات القصيرة كما في حقبة غوارديولا،

أدخل المدرب مزيجًا بين الاستحواذ والضغط العالي والتمريرات الطولية السريعة.

كما منح أدوارًا تكتيكية جديدة لعدد من اللاعبين مثل بيدري، غافي، وأراوخو،

الذين أصبحوا يمثلون الجيل الجديد لروح برشلونة.


الهجوم لم يعد يعتمد على نجم واحد، بل على جماعية الأداء.

في المقابل، تحسّن الدفاع بشكل ملحوظ بفضل الانضباط التكتيكي وعودة الثقة إلى الحارس تير شتيغن الذي قدّم واحدًا من أفضل مواسمه.


💰 مشروع مالي ورياضي متكامل


رغم الأزمة المالية، استطاع تشافي بدعم من الإدارة أن يخلق توازنًا بين الإمكانيات المحدودة والطموحات الكبيرة.

تم التعاقد مع لاعبين بأسعار معقولة لكن بأداء متميز مثل ليفاندوفسكي ورافينيا،

كما تم الاعتماد على خريجي الأكاديمية “لاماسيا”، مما أعاد للنادي جزءًا من هويته الأصلية.


إدارة برشلونة بقيادة خوان لابورتا عملت على ترميم الثقة بين النادي والجماهير،

وأصبحت فلسفة المشروع الجديد واضحة: نحن نبني من الداخل وليس بالمال فقط.


🏆 العودة إلى القمة


تتويج برشلونة بلقب الليغا 2023 كان أكثر من مجرد بطولة،

كان إعلانًا رسميًا أن النادي عاد إلى المنافسة على كل الألقاب.

ورغم الإقصاءات الأوروبية، إلا أن الفريق أظهر أنه يسير في الطريق الصحيح،

بمشروع يهدف لاستعادة الهيمنة القارية في السنوات القادمة.


تشافي لم يُعد فقط برشلونة إلى القمة، بل أعاد إليه شخصيته،

الشخصية التي تقوم على الجرأة، الإيمان، والالتزام بأسلوب اللعب الجميل.

واليوم، يبدو أن الكامب نو استعاد صوته من جديد،

يهتف لفريقٍ عاد ليُذكّر العالم بأن برشلونة، مهما سقط، يعرف دائمًا كيف ينهض

تعليقات