الوداد والرجاء، قطبا الدار البيضاء، يعودان مجددًا لصراع الزعامة الإفريقية وسط تغييرات فنية وتحديات كبيرة. فهل يستعيد أحدهما مجده القاري في موسم 2025؟
منذ عقود، ظلّ اسم الوداد الرياضي والرجاء البيضاوي مرادفًا للمجد المغربي والإفريقي في كرة القدم.
الفريقان اللذان حملا راية الكرة المغربية في أبهى فتراتها، يعيشان اليوم مرحلة جديدة من التحدي لإعادة البريق إلى القارة السمراء بعد مواسم من الصعود والهبوط.
الوداد، بطل إفريقيا في 2022، عرف موسمين متقلبين رغم حفاظه على مكانته ضمن كبار القارة.
تغيّر المدربون وتبدّلت الخطط، لكن طموح “وداد الأمة” ظلّ ثابتًا: العودة إلى منصة التتويج.
يملك الفريق قاعدة جماهيرية هائلة تُعتبر من الأقوى في إفريقيا، وهو ما يمنحه دافعًا نفسيًا هائلًا في كل مباراة سواء داخل المركب محمد الخامس أو خارجه.
مشكل الوداد في المواسم الأخيرة لم يكن في الأسماء، بل في الاستقرار الفني والإداري، وهو ما بدأت الإدارة الجديدة بمحاولة إصلاحه تدريجيًا.
أما الرجاء البيضاوي، الذي عرف سنوات من التراجع بعد تتويجاته التاريخية، فقد بدأ يستعيد هويته الكروية المعهودة.
إدارة النادي أطلقت مشروعًا لتجديد دماء الفريق، بالاعتماد على لاعبين شباب وطاقم فني يركز على الانضباط والاحتراف.
الرجاء لطالما تميز بمدرسته الهجومية وأسلوبه الجميل، ويأمل جمهوره أن يرى الفريق مجددًا ينافس بقوة على لقب دوري أبطال إفريقيا الذي غاب عنه منذ سنة 1999.
الدار البيضاء، المدينة التي لا تنام على وقع تشجيع الغريمين، تنتظر موسمًا ساخنًا في المنافسة المحلية والقارية.
الديربي بين الوداد والرجاء لم يعد مجرد مباراة شرفية، بل مقياسًا حقيقيًا لمدى جاهزية الفريقين على الساحة الإفريقية.
كل فوز في البطولة المحلية يرفع المعنويات، وكل تعثر يُشعل النقاش في المقاهي والمنصات الاجتماعية، لأن الكل في المغرب يعيش كرة القدم كما لو كانت جزءًا من الهوية الوطنية.
في إفريقيا، المنافسة أصبحت أقوى من أي وقت مضى.
أندية مثل الأهلي المصري، صن داونز الجنوب إفريقي والترجي التونسي، كلها تطورت من حيث البنية والاحترافية.
ولكي يعود الوداد أو الرجاء إلى القمة، يحتاجان إلى استقرار إداري، رؤية رياضية واضحة، واستثمار حقيقي في التكوين والبنية التحتية.
لكن، إذا كان التاريخ يُعلمنا شيئًا، فهو أن الغريمين لا يغيبان طويلًا عن الأضواء.
فعندما يستيقظ الوداد والرجاء، تهتزّ القارة بأكملها، وتعود كرة القدم المغربية إلى مجدها الذي لا يصدأ.
